[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
على الرغم من الاختلاف في أسباب وأعراض الحساسية للطعام
، وعدم تحمل الطعام , فإن هناك لبسا كبيرا حول الفروق بينهما. إن عدم تحمل
الطعام، هو تفاعل الجسم تجاه الأطعمة التي لا يستطيع هضمها بصورة سليمة،
مثل حالات عدم تحمل اللاكتوز والذي ينتج عن نقص إنزيم اللاكتاز الضروري
لهضم سكر اللبن المعروف باللاكتوز.
أما الحساسية للطعام فهي استجابة غير طبيعية من جهاز المناعة تجاه أنواع
معينة وغير ضارة للجسم من الطعام حتى لدى تناولها بكميات ضئيلة جداً.
وتحدث حساسية الطعام بسبب إنتاج جهاز المناعة لأجسام مضادة تبدأ بالهجوم
فور تناول هذه الأطعمة، ينتج عنه تفاعل شديد يعرف بالحساسية. ويظهر هذا
التفاعل على الجسم بما يعرف بأعراض الحساسية.
* أعراض الحساسية :
* تشمل أعراض حساسية الطعام حكة في الجسم وتورم الفم والشفتين، وذلك في
صورتها البسيطة، أي بمعنى أن تفاعل جهاز المناعة يكون خفيفاً. و في
الحالات الأكثر شدة يحدث التورم في مجرى الهواء أي الجهاز التنفسي، فيعاني
الشخص من صعوبة في التنفس قد يتطور إلى حد الاختناق، وعادة ما تصحبه حكة
شديدة في الجلد مع ظهور طفح جلدي و أزيز أو صفير في الصدر وفقدان الوعي في
بعض الحالات.
ويمكن أن تظهر الأعراض خلال دقائق معدودة إلى ساعة كاملة من بعد تناول الطعام المسبب للحساسية.
* العوار أو صدمة الحساسية :
* أما التفاعل الأشد خطورة، الذي يعتبر من حالات الطوارئ الطبية، فهو ما
يعرف بالعوار أو صدمة الحساسية أو الحساسية المفرطة أو التفاعل الأنافيلي
anaphylaxis shock وهو تفاعل تحسسي وفوري وشديد وغالباً ما يهدد حياة
المصاب به. وهو يحدث خلال دقائق من التعرض للمادة المسببة للحساسية، فيصاب
الشخص بتضيق أو انغلاق مجرى التنفس، فلا يستطيع المصاب التنفس بسهولة ويجد
صعوبة في الكلام والبلع بسبب الاختناق الشديد الذي قد يؤدي إلى الوفاة.
وتصاحب صعوبة التنفس بانخفاض مفاجئ في ضغط الدم، مما يؤدي إلى فقدان الوعي
وهو ما يسمى طبيا بالصدمة، وبظهور بثور حمراء وطفح جلدي شديد الحكة
وانتفاخ حول العينين والشفتين.
* حالات جديدة من الحساسية :
* اشتد الجدل والخلاف بين العلماء حول التساؤل عما إذا كانت المضافات
الصناعية التي تضاف للأطعمة هي السبب في ازدياد حالات الحساسية للطعام،
فمن المؤكد أن مادة السلفيتات المضافة للأطعمة والمشروبات يمكن أن تسبب
أعراضاً خطيرة لدى بعض الأشخاص. ولكن لم يتم التأكد من تسبب هذه المادة في
حصول التفاعل الضار أم لا.
وفي الآونة الأخيرة ازدادت حالات الحساسية ضد الفواكه والخضروات بصورة
مقلقة. ولقد عبرت الدكتورة البريطانية باميلا إيوان الاستشارية في أمراض
الحساسية في مستشفى أدين بروكس في جامعة كمبردج عن هذه الظاهرة قائلة:
«لقد شهدنا ارتفاعا كبيرا في عدد الحالات في الأربع أو الخمس سنوات
الأخيرة. وقد تجاوزت هذه الزيادة في عدد الحالات، حالات الحساسية للفول
السوداني». وصرحت الطبيبة التي تفحص حوالي 8000 مريض بالحساسية سنوياً، أن
معظم المرضى الذين يعانون من ردود فعل ضد الفاكهة والخضروات هم من الأطفال
وصغار السن. وأضافت: «وكما اعتبرت حساسية الفول السوداني وباء عام 1990
فإني أعتقد أن حساسية الفواكه والخضروات أصبحت وباء الآن». وتحث الدكتورة
إيوان الآباء والأمهات على أخذ هذه المشكلة على محمل من الجد.
وقد أكد هذه المشكلة الدكتور آدم فوكس استشاري حساسية الأطفال في مستشفي
غاي وسانت توماس في لندن قائلا: «بالطبع نحن نرى العديد من حالات الحساسية
للفاكهة والخضروات الآن، ولكنها تظهر لمن يعانون من الحساسية لحبوب اللقاح
أو الطلع». وأضاف: «هناك تفاعل بين البروتينات الموجودة في حبوب اللقاح مع
تلك الموجودة في الفاكهة والخضروات، لذلك يبدأ الناس بالحصول على تفاعل ضد
الفاكهة كالتفاح والكمثرى».
* كيف تشخص الحساسية ؟ :
* هنا يؤكد الأطباء على أهمية إجراء اختبارات الحساسية حال حدوث أول تفاعل
ضد أي نوع من أنواع الطعام. ولا يقتصر الأمر على القلة من الفواكه كما
السابق، فلم تعد الفراولة أو الموز فقط يسببان الحساسية بل أصبح يشمل
العديد من أنواع الفاكهة والخضروات.
تشمل اختبارات الحساسية اختبارات الجلد والدم، حيث يتم حقن مواد تمويهية
غير فعالة تحت الجلد. وتظهر النتيجة الإيجابية بوجود حساسية للطعام بظهور
نتوء على سطح الجلد. ويعد هذا الاختبار مفيد جداً في استبعاد الحساسية
كسبب للحالة.
وتشمل اختبارات الدم اختبار الماص الإشعاعي لعامل الحساسية واختبار
الإليزا (elisa)، اللذين يستخدمان للاستدلال على وجود الأجسام المضادة في
الدم، ولكنها لا تخلو من الأخطاء فلا يعتمد عليها تماماً.
يعد اختبار الوجبات الإسقاطية (elimination diet) أكثر اختبارات الحساسية
فائدة، ففي هذا الاختبار يتم حذف جميع الأطعمة المشكوك فيها كسبب للحساسية
كل منها على حدة لمدة أسبوعين (كمنتجات الألبان والكافيين والحبوب واللحم
الأحمر والسكر) ثم يتم إضافتها مرة أخرى كل على حدة بالتدريج، فإذا تحسنت
الأعراض عند حذف الطعام المشكوك فيه وظهرت مرة أخرى بعد إعادته فيصبح من
المرجح وجود حساسية ضده.
لا توجد علاجات حتى الآن ضد حساسية الطعام سوى اجتناب تناول الطعام المسبب
للحساسية، وينصح المصاب بالحساسية دائماً، بحمل حقن جاهزة من الإبينفرين
(الأدرينالين) epipen لاستخدامها فور ظهور أول علامة للحساسية أو التفاعل
الأنافيلي.
المصدر : عربنات 5