نحن نتقن فن الأعذار ولكننا نجهل ونتجاهل فن آخر مهم في الإتصال بالآخرين وهو فن الاعتذار
هناك فرق شاسع بين الأعذار والاعتذار، الأول ننكر وقوعنا في الخطأ وأننا لايمكن أن نكون تحت طآلته ، والآخر أن نقر بتحمل أخطائنا مهما كانت ونقر للآخرين بحقهم ، ونقنع أنفسنا بأننا بشر يصدر منا الخطأ والصواب مهما كانت نسبها وتناسبها.
نجد مثلا :-
الأب
ينصح الابن بعدم الاعتذار لأن رجل البيت لا يعتذر.
والمدير
لا يعتذر للموظف لأن مركزه لا يسمح له بذلك.
والمعلمة
لا تعتذر للطالبة لأن ذلك سوف ينقص من احترام الطالبات لها.
اليوم نجد بيننا من يدّعي التمدن والحضارة باستخدام الكلمات الأجنبية
sorry/pardon في مواقف عابرة مثل الاصطدام الخفيف خلال المشي
ولكن عندما يظهر الموقف الذي يحتاج إلى اعتذار حقيقي نرى تجاهلا
إن الاعتذار مهارة من مهارات الاتصالات الاجتماعية مكون من ثلاث نقاط أساسية
أولاً : أن تشعر بالندم عما صدر منك
ثانياً :أن تتحمل المسؤولية
ثالثاً : أن تكون لديك الرغبة في إصلاح الوضع
لا تنس أن تبتعد عن تقديم الاعتذار المزيف مثل: أنا آسف ولكن.......؟؟!!
وتبدأ بسرد الظروف التي جعلتك تقوم بالتصرف الذي تعرف تماماً أنه خطأ
أو تقول أنا آسف لأنك لم تسمعني جيداً ، هنا ترد الخطأ على المتلقي وتشككه بسمعه.
ما يجب أن تفعله هو أن تقدم الاعتذار بنية صادقة معترفاً بالأذى الذي وقع على الآخر
ويا حبذا لو قدمت نوعا من الترضية ويجب أن يكون الصوت معبراً وكذلك تعبير الوجه
هناك نقطه مهمة يجب الانتباه لها ألا وهي أنك بتقديم الاعتذار لا يعني بالضرورة أن يتقبله الآخر
أنت قمت بذلك لأنك قررت تحمل مسؤولية تصرفك ... المهم عليك أن تتوقع عند تقديم الاعتذار أن المتلقي قد يحتاج إلى وقت لتقبل أعذارك وأحياناً أخرى قد يرفض اعتذارك
وهذا لايخلي مسؤوليتك تجاه القيام بالتصرف السليم نحو الآخر
أخيراً
من يريد أن يصبح وحيداً فليتكبر وليتجبر وليعش في مركز الحياة الذي لا يراه سواه .
ومن يريد العيش مع الناس يرتقي بهم .. لا عليهم .. فليتعلم فن الاعتذار.
من يريد أن يصبح وحيداً فليتكبر وليتجبر وليعش في مركز الحياة الذي لا يراه سواه .
ومن يريد العيش مع الناس يرتقي بهم .. لا عليهم .. فليتعلم فن الاعتذار.