][b][i]
[glow]فاعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟؟؟؟!! [/glow]
الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد : أخواتي الحبيبات .....
ما أجمل الحياة حين يكون ملؤها الحب و التسامح, ما أجملها حينما يحمل الإنسان بين طيات قلبه العفو و التجاوز ..
حينها تسود الألفة, و الود في مجتمعنا الإسلامي الذي نحن في أشد الحاجة إليه ..
حينها يقابل المسلمون إساءة إخوانهم بالإحسان, حينها تذوب البغضاء و تزول الشحناء بمقابلته للإحسان
العفو ..
تلك الكلمة المكونة من ثلاثة أحرف أجرها عظيم عند الله كما أنها تظهر الصورة الجلية لتربية النفس
والسمو بها إلى أعلى خلق فاضل, أليست هي صفة من صفات الله تعال: ((و إن الله لعفو غفور((
فقد أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله _ صلى الله عليه وسلم _ وهو خطاب لأمته فقال :
(( خذ العفو وأمر وأعرض عن الجاهلين )) سورة الأعراف 199
والعرف معروف وهو ضد المنكر ..
تعريف العفو : قال الكفوي : كف الضرر مع القدرة عليه وكل من استحق عقوبة فتركها فهذا الترك عفو ,,
وهذا النص اشتمل على توجيه من الله لرسوله _ صلى الله عليه وسلم _ولكل مؤمن للتحلي بثلاث ظواهر من السلوك الخلقي الحميد وهي :
أولا : أخذ العفو عن إساءة المسيء .
ثانيا : أمر المسيء بالعرف إن كان ممن يستجيب .
ثالثا : الإعراض عن المسيء إذا كان من الجاهلين الذين لا يستجيبون للأمر بالمعروف .
فالمرء منا يا إخوتي في هذه الحياة تتجاذبه امور شتى ويرى منها العجب العجاب يرى ما يفرحه ويرى ما يحزنه،
يرى ما هو حق ويرى ما هو باطل وهو انما وجد في هذه الحياة لاعمار الارض وزراعة الخير فيها،
فالارض ارض الله ونحن خلفاء فيها مطالبون بأن نعمرها بطاعته وشكره والاحسان الى خلقه.
وإن من شأن الانسان ان يسعى في اصلاح نفسه اولاً واصلاح غيره ثانياً حسب الامكان
وقدر الاستطاعة بالرفق واللين بالتي هي احسن.
ولذا فإن الواحد منا ربما وجد جفوة من صديق له او حدة في القول من جاره أو من عابر سبيل فعليه
أن يروض نفسه على خلق العفو والتسامح، ذلك الخلق العظيم الذي ندب اليه ديننا الحنيف،
أوصى به الله عز وجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}
وامتدح الله الجنة واخبر انه اعدها لأناس من اعظم صفاتهم كظم الغيظ والعفو عن الناس
{والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس}.
والمرء مهما حاول الاعتدال في تعامله فلن يسلم من منغص او مكدر لصفو حياته ولو سلم من ذلك احد
لسلم من اصدق الناس واعدلهم واكثرهم حلماً وعطفاً وشفقة محمد صلى الله عليه وسلم
فعن انس - رضي الله عنه - قال: «كنت امشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه
برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه اعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة، فنظرت الى صفحة
عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد اثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال:
يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت اليه فضحك، ثم امر له بعطاء» رواه البخاري ومسلم
فانظروا ::أخواتي إلى هذا الخلق منه صلى الله عليه وسلم وكيف قابل جفوة هذا الرجل رغم أن تعديه
عليه لم يقتصر على القول بل سبقه بفعل، لا وأي فعل!! غلظة وشدة بأن أثرها على جسده
_ صلى الله عليه وسلم_ ثم شدد الرجل في خطابه وخاطبه مخاطبة شخص عادي جداً بقوله:
يا محمد مغفلاً الأدب مع الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم وكان ينبغي أن يقول: يا رسول الله أو عبارة نحوها،
ومع ذلك قبل صلى الله عليه وسلم تصرفه بصدر رحب وتعامل معه وفق حاله متمثلاً قوله تعالى
{خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} فأين نحن من هذا الخلق.?!!
وهلا اقتدينا بهذا الهدي العظيم منه صلى الله عليه وسلم واستفدنا من هذه المدرسة النبوية التي عبقت
بمكارم الاخلاق وصدق الله العظيم } وإنك لعلى خلق عظيم{
****************************************************
فيا أخواتي .. ألا تحبون أن يعفو الله عنكم ؟؟ إلا تحبون أن يعزكم الله ؟؟
أتحبون أن يتجاوز الله عنكم ؟؟؟!!
انه سبحانه عفو يحب أهل العفو .. فإن عفوتم عن الناس أحبكم الله سبحانه وتعالى كما قال سبحانه وتعالى ..
(( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال .. قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _
(( ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا , وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله )) رواه مسلم
وعن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ أيضا عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قال :
(( كان تاجر يداين الناس فإذا رأى معسرا قال لفتيانه : تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه ))
رواه البخاري ومسلم
فالتسامح و العفو يا إخواني وأخواتي هي من أنبل الصفات على وجه الأرض
فما أحوجنا لها في هذه الأيام
كثيراً مانرى المشاكل تشتعل بين المسلمين وكثيراً مانرى خصاما وأحياناً قد يكون فراقاً بين صديقين
أو أخ وأخيه فأين هو التسامح الذي أوصانا به ربنا الكريم في كتابه :
((وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))
-النور22-
وقوله تعالى
((وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ))
-فصلت34-
ولتكن لنا أسوة حسنة في رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما قال :
(من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ دعاه الله -عز وجل-
على رُءُوس الخلائق حتى يخيِّره الله من الحور ما شاء).
- أبو داود والترمذي وابن ماجه -
أو عندما ذهب عليه الصلاة والسلام إلى الطائف ليدعو أهلها إلى الإسلام، ولكن أهلها رفضوا دعوته، وسلَّطوا عليه
صبيانهم وعبيدهم وسفهاءهم يؤذونه صلى الله عليه وسلم هو ورفيقه زيد بن حارثة، ويقذفونهما
بالحجارة حتى سال الدم من قدم النبي صلى الله عليه وسلم.
فنزل جبريل -عليه السلام- ومعه ملك الجبال، واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في هدم الجبال على
هؤلاء المشركين، لكن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عنهم، وقال لملك الجبال:
(لا بل أرجو أن يُخْرِجُ الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، ولا يشرك به شيئًا)
- متفق عليه -
وعندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة منتصرًا، جلس صلى الله عليه وسلم في المسجد،
والمشركون ينظرون إليه، وقلوبهم مرتجفة خشية أن ينتقم منهم، أو يأخذ بالثأر قصاصًا عما صنعوا به
وبأصحابه. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر قريش، ما تظنون
أني فاعل بكم؟).
قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم.. قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)
- سيرة ابن هشام -
فما أجمل العفو وما أحبه لله ورسوله ..
فالعفو كالماء يظفئ نار الخلاف والنزاع وما أروع العفو عن هفوات الناس،
وغفران أخطائهم، فهذا يعد حسنة حقيقية، فالله سبحانه كبير فى غفرانه، عظيم فى عفوه وتسامحه.
وقد وصى النبي _ صلى الله عليه وسلم _ بالعفو عن الخدم أيضا .. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :
(( جاء رجل على النبي _ صلى الله عليه وسلم _ فقال : يا رسول الله ! كيف نعفو عن الخدم ؟ فصمت !
ثم أعاد عليه الكلام فصمت ! فلما كان في الثالثة قال : اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة ))
رواه أبو داوود وصححه الألباني
قد يقول البعض منا يا إخواني وأخواتي إن هذا لا يستحق العفو ..!
فنقول لهم ..
نحن نتعامل يا إخواني وأخواتي مع الله ولا ننسى إننا نقدم أولا الخير لأنفسنا قبل أن يكون للناس ؛
ومن أكبر الأمثلة للعفو قصة سيدنا يوسف _ عليه السلام _ مع إخوته حينما عفا عنهم بقوله
(( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم )) يوسف 92
وقد قال أبو بكر : سلو الله العفو والعافية والمعافاه
فالعفو : محو الذنوب ,, والعافية : أن يعافيه الله من سقم أو بلية ,, وأما المعافاة :
فأن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك ,, أن يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ..
ويصرف أذاهم عنك ويصرف أذاك عنهم ..
يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه : بلغنا أن الله تعالى يأمر مناديا يوم القيامة فينادي :
من كان له عند الله شيء فليقم فيقوم أهل العفو , فيكافئهم الله بما كان من عفوهم عن الناس .
ومن قصص العفو عند السلف الأخيار ... ما روي أن مالك الأشتر كان ماراً في سوق الكوفة وقد ارتدى ثياباً من الخام،
فرآه شخص طائش فمال إليه يحتقر ملابسه ويرميه بالطين، فلم يلتفت إليه الأشتر ومضى في طريقه،
فقيل له هل تعرف من رميت؟ قال: لا، قيل له: هذا مالك الأشتر صاحب أمير المؤمنين عليه السلام،
فارتعد الرجل وتبع الأشتر إلى المسجد فوجده قائماً يصلي، فما فرغ من صلاته وقع الرجل على قدميه
يقبلها فقال له الأشتر: ما هذا؟ قال: أعتذر إليك مما صنعت. فقال الأشتر:
لا بأس عليكم فو الله ما دخلت المسجد إلا لأستغفر لك ))
إن في روح الإسلام يا إخواني وأخواتي من العفو والسماحة الانسانية تجاه البشرية كلها ما لا يملك
منصف من البشر ان ينكره، فهي تحث على تآلف الاجناس، واشاعة التراحم والمودة بين الناس،
والتأدب بالآداب الاسلامية، ونبذ الحقد والحسد والتباغض، ليتحقق العدل والانصاف واعطاء الحقوق
لأصحابها والمساواة بين بني البشر
فالعفو يا إخوتي مظهر من مظاهر حسن الخلق ودليل كمال الإيمان وحسن الإسلام ..
ودليل على سعة الصدر وحسن الظن كما أنه يثمر محبة الله ومحبة الناس وهو أمان من الفتن
وعاصم من الزلل ودليل على كمال النفس وشرفها وطريق نور وهداية لغير المسلمين ..
كما أنه تهيئة للمجتمع والنشئ الصالح لحياة أفضل .. والحصول على الخير الدنيوي والأخروي ؛
لأن الناس يحبون المتسامح صاحب العفو .
فالعفو يريح الضمير .. وقد أكدت بعض الوكالات العلمية أن العفـــــــو والصفح يرتبطان بانخفاض ضغط الدم
الشرياني ومستويات هرمونــات التوتر في أجسامنا،واثبتت الدراسه أن هناك ارتباطات بين العفو والتسامح
والآثار الفسيولوجية في الجسم ، حيث أن التسامح والعفـو يؤديـان الى تقليل إفراز هـرمون التوتر.....
(الكورتيزول) الذي يؤدي إلى رفـــــع ضغــط الدم .
فهاهو العلم يثبت أن التسامح والعفو أقوى من الثأر والإنتقام
فهل هناك أجمل من أن يتحول الأعداء إلى أحباب !
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
فهل جربتم إخواتي العفو والتسامح ؟؟
هل شعرتم إنه هناك مساحة في قلبكم نظيفة تسامح الجميع ؟؟؟
جربوا أن تصفحوا عن أحد أساء إليكم فالعفو عند المقدرة قوة ونبل واخلاق
وكونوا متيقنين أن التسامح عن المسيء إليك صعب وأحياناً صعب جداً
لكنه الأقوى والأسمى
ومن يسامح يوما على إساءة سيلقى المسامحة عندما يكون هو المسيء .
فالنحاول جميعاً يا إخوتي أن نسامح فالتسامح رائع وجميل ويصفي القلوب .
واصنعوا أحبتي لكم أثراً جميلاً في كل النفوس
انسوا الأحقاد والعدوات .. عيشوا حياة هانئة
إن عاداكم أحد .. فقدموا له هدية
إن لم يسلم عليكم أخ / أخت فابدئوا أنتم .. فخيركم من يبدأ بالسلام
فلنعفو أخوتي في الإسلام عن من أساء إلينا حتى نكسب محبة الناس
ويرتاح بالنا ويعظم أجرنا بإذن الله ولنكن كما قال الشاعر :
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعآ
يرمى بصخر فيلقى بأطيب الثمر
ومن الآن قولوها إخوتي .. من أعمااااااااااااق قلوبكم وليشهد الله العفو جل جلاله منكم الصدق والإخلاص وابتغاء وجهه سبحانه .
قولوها .. ولا تتأخروا .. قولوها ليحبكم الله ..
قولوا اللهم إني أشهدك أني عفوت عن كل من ظلمني وكل من لي حق عليه سواء علمته أم لم أعلمه ..
اللهم عافنا واعف عنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين ..
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
بعض الأسئلة
أعاني من أنني سريعة الغضب وإذا تخاصمت مع أحدهم ارد عليه ثم اندم بعد ذلك ؟ فماذا افعل ارجو مساعدتي ؟؟!!!
الجواب ::
لا تغضبي ولا تردي على المقابل وأنتي في تلك الحالة لا تندهشي فقد جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أوصني يا رسول الله بعمل يدخلني الجنة فأوصاه
رسول صلى الله عليه وسلم قال لا تغضب فكأن الرجل أستغلها فأعاد السؤال مرة أخرى وثانية وثالثة
ورسول الله لا يجاوب أن يقول لا تغضب . حتى قال في الأخيرة لا تغضب و لك الجنة .
لم يأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر خيالي أو خارج قدرات البشر بل أمره بما يمكنه أن يفعل فقد
قال في حادثة أخرى أنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ولذلك كان أجر من كظم غيظا وهو قادراً
على أن يوقظه أن يناديه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة فيخيره من الحور العين
فلم يضيع الله تبارك وتعالى ذلك الموقف الذي مسك فيه نفسه وكظم غيظه أجعلي الحلم يا أمل منك على بال .
وأسألي الله الحلم وعدم الغضب و تبتلي في ذلك ولن يخيب الله رجائك ونصيحة صادقة أعملي
من الآن على تغير ذلك الطبع فأني أعرف كثيرات من من أبتلاهن الله بتلك الصفة قد ضاعت عليهن حياتهن
وهن في شقاء فقط لأن ليس لديهن استعداداً للتغير شرح الله صدرك بالإيمان وربط عليه باليقين
كيف يمكن تربية النفس على السماحة؟
الجـواب ::
قلدي سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانظري كيف كان خلقه مع أحبابه واصحابه وزوجاته
وأعدائه وكيف سطر التاريخ عنه أنه لم يغضب لنفسه قط بل كان غضبه لله وكانت نفسه
عنده أهون من أن يأخذ بحقها وهو أشرف البشر - صلى الله عليه وسلم - اجعليه أمامك وتمثلي خلقه
تجدين نفسك قد تربت على السماحة سامحنا الله بعفوه ورزقنا خلقاً حسناً .
العفو والتسامح يمكن يفسرها بعض الناس ضعف فما رأيكم بهذا الكلام ؟ ؟
الجـواب ::
الشمس تغرب إذا خرج القمر أتراها أضعف أم خافت من القمر إذا كان ينظرون إلى العفو والتسامح
أنها ضعف فما لنا ولهم ليس المهم نظرتهم لكن المهم نظرة نار أنفسنا وقد أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. إن الضعف الحقيقي هو أن تستسلم لنفسك
فتدعها تحركك كيف شاءت إذا هاجت غضبت وإذا فرحت طغيت وأنت تقاد ولا تقود لكن القوة الحقيقية
هي أن توقف سيل مشاعرك في لحظة الغضب فتأمرها بالحلم وتتأنى لتتصرف التصرف الصحيح
ليس المهم ما ينظر إليه الناس فذلك أسلوب حياة متعب، إنما المهم أن نعيش وفق ما يحبه ربنا ويرضى .
الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد : أخواتي الحبيبات .....
ما أجمل الحياة حين يكون ملؤها الحب و التسامح, ما أجملها حينما يحمل الإنسان بين طيات قلبه العفو و التجاوز ..
حينها تسود الألفة, و الود في مجتمعنا الإسلامي الذي نحن في أشد الحاجة إليه ..
حينها يقابل المسلمون إساءة إخوانهم بالإحسان, حينها تذوب البغضاء و تزول الشحناء بمقابلته للإحسان
العفو ..
تلك الكلمة المكونة من ثلاثة أحرف أجرها عظيم عند الله كما أنها تظهر الصورة الجلية لتربية النفس
والسمو بها إلى أعلى خلق فاضل, أليست هي صفة من صفات الله تعال: ((و إن الله لعفو غفور((
فقد أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله _ صلى الله عليه وسلم _ وهو خطاب لأمته فقال :
(( خذ العفو وأمر وأعرض عن الجاهلين )) سورة الأعراف 199
والعرف معروف وهو ضد المنكر ..
تعريف العفو : قال الكفوي : كف الضرر مع القدرة عليه وكل من استحق عقوبة فتركها فهذا الترك عفو ,,
وهذا النص اشتمل على توجيه من الله لرسوله _ صلى الله عليه وسلم _ولكل مؤمن للتحلي بثلاث ظواهر من السلوك الخلقي الحميد وهي :
أولا : أخذ العفو عن إساءة المسيء .
ثانيا : أمر المسيء بالعرف إن كان ممن يستجيب .
ثالثا : الإعراض عن المسيء إذا كان من الجاهلين الذين لا يستجيبون للأمر بالمعروف .
فالمرء منا يا إخوتي في هذه الحياة تتجاذبه امور شتى ويرى منها العجب العجاب يرى ما يفرحه ويرى ما يحزنه،
يرى ما هو حق ويرى ما هو باطل وهو انما وجد في هذه الحياة لاعمار الارض وزراعة الخير فيها،
فالارض ارض الله ونحن خلفاء فيها مطالبون بأن نعمرها بطاعته وشكره والاحسان الى خلقه.
وإن من شأن الانسان ان يسعى في اصلاح نفسه اولاً واصلاح غيره ثانياً حسب الامكان
وقدر الاستطاعة بالرفق واللين بالتي هي احسن.
ولذا فإن الواحد منا ربما وجد جفوة من صديق له او حدة في القول من جاره أو من عابر سبيل فعليه
أن يروض نفسه على خلق العفو والتسامح، ذلك الخلق العظيم الذي ندب اليه ديننا الحنيف،
أوصى به الله عز وجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}
وامتدح الله الجنة واخبر انه اعدها لأناس من اعظم صفاتهم كظم الغيظ والعفو عن الناس
{والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس}.
والمرء مهما حاول الاعتدال في تعامله فلن يسلم من منغص او مكدر لصفو حياته ولو سلم من ذلك احد
لسلم من اصدق الناس واعدلهم واكثرهم حلماً وعطفاً وشفقة محمد صلى الله عليه وسلم
فعن انس - رضي الله عنه - قال: «كنت امشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه
برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه اعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة، فنظرت الى صفحة
عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد اثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال:
يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت اليه فضحك، ثم امر له بعطاء» رواه البخاري ومسلم
فانظروا ::أخواتي إلى هذا الخلق منه صلى الله عليه وسلم وكيف قابل جفوة هذا الرجل رغم أن تعديه
عليه لم يقتصر على القول بل سبقه بفعل، لا وأي فعل!! غلظة وشدة بأن أثرها على جسده
_ صلى الله عليه وسلم_ ثم شدد الرجل في خطابه وخاطبه مخاطبة شخص عادي جداً بقوله:
يا محمد مغفلاً الأدب مع الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم وكان ينبغي أن يقول: يا رسول الله أو عبارة نحوها،
ومع ذلك قبل صلى الله عليه وسلم تصرفه بصدر رحب وتعامل معه وفق حاله متمثلاً قوله تعالى
{خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} فأين نحن من هذا الخلق.?!!
وهلا اقتدينا بهذا الهدي العظيم منه صلى الله عليه وسلم واستفدنا من هذه المدرسة النبوية التي عبقت
بمكارم الاخلاق وصدق الله العظيم } وإنك لعلى خلق عظيم{
****************************************************
فيا أخواتي .. ألا تحبون أن يعفو الله عنكم ؟؟ إلا تحبون أن يعزكم الله ؟؟
أتحبون أن يتجاوز الله عنكم ؟؟؟!!
انه سبحانه عفو يحب أهل العفو .. فإن عفوتم عن الناس أحبكم الله سبحانه وتعالى كما قال سبحانه وتعالى ..
(( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال .. قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _
(( ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا , وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله )) رواه مسلم
وعن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ أيضا عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قال :
(( كان تاجر يداين الناس فإذا رأى معسرا قال لفتيانه : تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه ))
رواه البخاري ومسلم
فالتسامح و العفو يا إخواني وأخواتي هي من أنبل الصفات على وجه الأرض
فما أحوجنا لها في هذه الأيام
كثيراً مانرى المشاكل تشتعل بين المسلمين وكثيراً مانرى خصاما وأحياناً قد يكون فراقاً بين صديقين
أو أخ وأخيه فأين هو التسامح الذي أوصانا به ربنا الكريم في كتابه :
((وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))
-النور22-
وقوله تعالى
((وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ))
-فصلت34-
ولتكن لنا أسوة حسنة في رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما قال :
(من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ دعاه الله -عز وجل-
على رُءُوس الخلائق حتى يخيِّره الله من الحور ما شاء).
- أبو داود والترمذي وابن ماجه -
أو عندما ذهب عليه الصلاة والسلام إلى الطائف ليدعو أهلها إلى الإسلام، ولكن أهلها رفضوا دعوته، وسلَّطوا عليه
صبيانهم وعبيدهم وسفهاءهم يؤذونه صلى الله عليه وسلم هو ورفيقه زيد بن حارثة، ويقذفونهما
بالحجارة حتى سال الدم من قدم النبي صلى الله عليه وسلم.
فنزل جبريل -عليه السلام- ومعه ملك الجبال، واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في هدم الجبال على
هؤلاء المشركين، لكن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عنهم، وقال لملك الجبال:
(لا بل أرجو أن يُخْرِجُ الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، ولا يشرك به شيئًا)
- متفق عليه -
وعندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة منتصرًا، جلس صلى الله عليه وسلم في المسجد،
والمشركون ينظرون إليه، وقلوبهم مرتجفة خشية أن ينتقم منهم، أو يأخذ بالثأر قصاصًا عما صنعوا به
وبأصحابه. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر قريش، ما تظنون
أني فاعل بكم؟).
قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم.. قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)
- سيرة ابن هشام -
فما أجمل العفو وما أحبه لله ورسوله ..
فالعفو كالماء يظفئ نار الخلاف والنزاع وما أروع العفو عن هفوات الناس،
وغفران أخطائهم، فهذا يعد حسنة حقيقية، فالله سبحانه كبير فى غفرانه، عظيم فى عفوه وتسامحه.
وقد وصى النبي _ صلى الله عليه وسلم _ بالعفو عن الخدم أيضا .. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :
(( جاء رجل على النبي _ صلى الله عليه وسلم _ فقال : يا رسول الله ! كيف نعفو عن الخدم ؟ فصمت !
ثم أعاد عليه الكلام فصمت ! فلما كان في الثالثة قال : اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة ))
رواه أبو داوود وصححه الألباني
قد يقول البعض منا يا إخواني وأخواتي إن هذا لا يستحق العفو ..!
فنقول لهم ..
نحن نتعامل يا إخواني وأخواتي مع الله ولا ننسى إننا نقدم أولا الخير لأنفسنا قبل أن يكون للناس ؛
ومن أكبر الأمثلة للعفو قصة سيدنا يوسف _ عليه السلام _ مع إخوته حينما عفا عنهم بقوله
(( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم )) يوسف 92
وقد قال أبو بكر : سلو الله العفو والعافية والمعافاه
فالعفو : محو الذنوب ,, والعافية : أن يعافيه الله من سقم أو بلية ,, وأما المعافاة :
فأن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك ,, أن يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ..
ويصرف أذاهم عنك ويصرف أذاك عنهم ..
يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه : بلغنا أن الله تعالى يأمر مناديا يوم القيامة فينادي :
من كان له عند الله شيء فليقم فيقوم أهل العفو , فيكافئهم الله بما كان من عفوهم عن الناس .
ومن قصص العفو عند السلف الأخيار ... ما روي أن مالك الأشتر كان ماراً في سوق الكوفة وقد ارتدى ثياباً من الخام،
فرآه شخص طائش فمال إليه يحتقر ملابسه ويرميه بالطين، فلم يلتفت إليه الأشتر ومضى في طريقه،
فقيل له هل تعرف من رميت؟ قال: لا، قيل له: هذا مالك الأشتر صاحب أمير المؤمنين عليه السلام،
فارتعد الرجل وتبع الأشتر إلى المسجد فوجده قائماً يصلي، فما فرغ من صلاته وقع الرجل على قدميه
يقبلها فقال له الأشتر: ما هذا؟ قال: أعتذر إليك مما صنعت. فقال الأشتر:
لا بأس عليكم فو الله ما دخلت المسجد إلا لأستغفر لك ))
إن في روح الإسلام يا إخواني وأخواتي من العفو والسماحة الانسانية تجاه البشرية كلها ما لا يملك
منصف من البشر ان ينكره، فهي تحث على تآلف الاجناس، واشاعة التراحم والمودة بين الناس،
والتأدب بالآداب الاسلامية، ونبذ الحقد والحسد والتباغض، ليتحقق العدل والانصاف واعطاء الحقوق
لأصحابها والمساواة بين بني البشر
فالعفو يا إخوتي مظهر من مظاهر حسن الخلق ودليل كمال الإيمان وحسن الإسلام ..
ودليل على سعة الصدر وحسن الظن كما أنه يثمر محبة الله ومحبة الناس وهو أمان من الفتن
وعاصم من الزلل ودليل على كمال النفس وشرفها وطريق نور وهداية لغير المسلمين ..
كما أنه تهيئة للمجتمع والنشئ الصالح لحياة أفضل .. والحصول على الخير الدنيوي والأخروي ؛
لأن الناس يحبون المتسامح صاحب العفو .
فالعفو يريح الضمير .. وقد أكدت بعض الوكالات العلمية أن العفـــــــو والصفح يرتبطان بانخفاض ضغط الدم
الشرياني ومستويات هرمونــات التوتر في أجسامنا،واثبتت الدراسه أن هناك ارتباطات بين العفو والتسامح
والآثار الفسيولوجية في الجسم ، حيث أن التسامح والعفـو يؤديـان الى تقليل إفراز هـرمون التوتر.....
(الكورتيزول) الذي يؤدي إلى رفـــــع ضغــط الدم .
فهاهو العلم يثبت أن التسامح والعفو أقوى من الثأر والإنتقام
فهل هناك أجمل من أن يتحول الأعداء إلى أحباب !
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
فهل جربتم إخواتي العفو والتسامح ؟؟
هل شعرتم إنه هناك مساحة في قلبكم نظيفة تسامح الجميع ؟؟؟
جربوا أن تصفحوا عن أحد أساء إليكم فالعفو عند المقدرة قوة ونبل واخلاق
وكونوا متيقنين أن التسامح عن المسيء إليك صعب وأحياناً صعب جداً
لكنه الأقوى والأسمى
ومن يسامح يوما على إساءة سيلقى المسامحة عندما يكون هو المسيء .
فالنحاول جميعاً يا إخوتي أن نسامح فالتسامح رائع وجميل ويصفي القلوب .
واصنعوا أحبتي لكم أثراً جميلاً في كل النفوس
انسوا الأحقاد والعدوات .. عيشوا حياة هانئة
إن عاداكم أحد .. فقدموا له هدية
إن لم يسلم عليكم أخ / أخت فابدئوا أنتم .. فخيركم من يبدأ بالسلام
فلنعفو أخوتي في الإسلام عن من أساء إلينا حتى نكسب محبة الناس
ويرتاح بالنا ويعظم أجرنا بإذن الله ولنكن كما قال الشاعر :
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعآ
يرمى بصخر فيلقى بأطيب الثمر
ومن الآن قولوها إخوتي .. من أعمااااااااااااق قلوبكم وليشهد الله العفو جل جلاله منكم الصدق والإخلاص وابتغاء وجهه سبحانه .
قولوها .. ولا تتأخروا .. قولوها ليحبكم الله ..
قولوا اللهم إني أشهدك أني عفوت عن كل من ظلمني وكل من لي حق عليه سواء علمته أم لم أعلمه ..
اللهم عافنا واعف عنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين ..
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
بعض الأسئلة
أعاني من أنني سريعة الغضب وإذا تخاصمت مع أحدهم ارد عليه ثم اندم بعد ذلك ؟ فماذا افعل ارجو مساعدتي ؟؟!!!
الجواب ::
لا تغضبي ولا تردي على المقابل وأنتي في تلك الحالة لا تندهشي فقد جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أوصني يا رسول الله بعمل يدخلني الجنة فأوصاه
رسول صلى الله عليه وسلم قال لا تغضب فكأن الرجل أستغلها فأعاد السؤال مرة أخرى وثانية وثالثة
ورسول الله لا يجاوب أن يقول لا تغضب . حتى قال في الأخيرة لا تغضب و لك الجنة .
لم يأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر خيالي أو خارج قدرات البشر بل أمره بما يمكنه أن يفعل فقد
قال في حادثة أخرى أنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ولذلك كان أجر من كظم غيظا وهو قادراً[/size:08f
[glow]فاعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟؟؟؟!! [/glow]
الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد : أخواتي الحبيبات .....
ما أجمل الحياة حين يكون ملؤها الحب و التسامح, ما أجملها حينما يحمل الإنسان بين طيات قلبه العفو و التجاوز ..
حينها تسود الألفة, و الود في مجتمعنا الإسلامي الذي نحن في أشد الحاجة إليه ..
حينها يقابل المسلمون إساءة إخوانهم بالإحسان, حينها تذوب البغضاء و تزول الشحناء بمقابلته للإحسان
العفو ..
تلك الكلمة المكونة من ثلاثة أحرف أجرها عظيم عند الله كما أنها تظهر الصورة الجلية لتربية النفس
والسمو بها إلى أعلى خلق فاضل, أليست هي صفة من صفات الله تعال: ((و إن الله لعفو غفور((
فقد أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله _ صلى الله عليه وسلم _ وهو خطاب لأمته فقال :
(( خذ العفو وأمر وأعرض عن الجاهلين )) سورة الأعراف 199
والعرف معروف وهو ضد المنكر ..
تعريف العفو : قال الكفوي : كف الضرر مع القدرة عليه وكل من استحق عقوبة فتركها فهذا الترك عفو ,,
وهذا النص اشتمل على توجيه من الله لرسوله _ صلى الله عليه وسلم _ولكل مؤمن للتحلي بثلاث ظواهر من السلوك الخلقي الحميد وهي :
أولا : أخذ العفو عن إساءة المسيء .
ثانيا : أمر المسيء بالعرف إن كان ممن يستجيب .
ثالثا : الإعراض عن المسيء إذا كان من الجاهلين الذين لا يستجيبون للأمر بالمعروف .
فالمرء منا يا إخوتي في هذه الحياة تتجاذبه امور شتى ويرى منها العجب العجاب يرى ما يفرحه ويرى ما يحزنه،
يرى ما هو حق ويرى ما هو باطل وهو انما وجد في هذه الحياة لاعمار الارض وزراعة الخير فيها،
فالارض ارض الله ونحن خلفاء فيها مطالبون بأن نعمرها بطاعته وشكره والاحسان الى خلقه.
وإن من شأن الانسان ان يسعى في اصلاح نفسه اولاً واصلاح غيره ثانياً حسب الامكان
وقدر الاستطاعة بالرفق واللين بالتي هي احسن.
ولذا فإن الواحد منا ربما وجد جفوة من صديق له او حدة في القول من جاره أو من عابر سبيل فعليه
أن يروض نفسه على خلق العفو والتسامح، ذلك الخلق العظيم الذي ندب اليه ديننا الحنيف،
أوصى به الله عز وجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}
وامتدح الله الجنة واخبر انه اعدها لأناس من اعظم صفاتهم كظم الغيظ والعفو عن الناس
{والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس}.
والمرء مهما حاول الاعتدال في تعامله فلن يسلم من منغص او مكدر لصفو حياته ولو سلم من ذلك احد
لسلم من اصدق الناس واعدلهم واكثرهم حلماً وعطفاً وشفقة محمد صلى الله عليه وسلم
فعن انس - رضي الله عنه - قال: «كنت امشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه
برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه اعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة، فنظرت الى صفحة
عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد اثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال:
يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت اليه فضحك، ثم امر له بعطاء» رواه البخاري ومسلم
فانظروا ::أخواتي إلى هذا الخلق منه صلى الله عليه وسلم وكيف قابل جفوة هذا الرجل رغم أن تعديه
عليه لم يقتصر على القول بل سبقه بفعل، لا وأي فعل!! غلظة وشدة بأن أثرها على جسده
_ صلى الله عليه وسلم_ ثم شدد الرجل في خطابه وخاطبه مخاطبة شخص عادي جداً بقوله:
يا محمد مغفلاً الأدب مع الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم وكان ينبغي أن يقول: يا رسول الله أو عبارة نحوها،
ومع ذلك قبل صلى الله عليه وسلم تصرفه بصدر رحب وتعامل معه وفق حاله متمثلاً قوله تعالى
{خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} فأين نحن من هذا الخلق.?!!
وهلا اقتدينا بهذا الهدي العظيم منه صلى الله عليه وسلم واستفدنا من هذه المدرسة النبوية التي عبقت
بمكارم الاخلاق وصدق الله العظيم } وإنك لعلى خلق عظيم{
****************************************************
فيا أخواتي .. ألا تحبون أن يعفو الله عنكم ؟؟ إلا تحبون أن يعزكم الله ؟؟
أتحبون أن يتجاوز الله عنكم ؟؟؟!!
انه سبحانه عفو يحب أهل العفو .. فإن عفوتم عن الناس أحبكم الله سبحانه وتعالى كما قال سبحانه وتعالى ..
(( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال .. قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _
(( ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا , وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله )) رواه مسلم
وعن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ أيضا عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قال :
(( كان تاجر يداين الناس فإذا رأى معسرا قال لفتيانه : تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه ))
رواه البخاري ومسلم
فالتسامح و العفو يا إخواني وأخواتي هي من أنبل الصفات على وجه الأرض
فما أحوجنا لها في هذه الأيام
كثيراً مانرى المشاكل تشتعل بين المسلمين وكثيراً مانرى خصاما وأحياناً قد يكون فراقاً بين صديقين
أو أخ وأخيه فأين هو التسامح الذي أوصانا به ربنا الكريم في كتابه :
((وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))
-النور22-
وقوله تعالى
((وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ))
-فصلت34-
ولتكن لنا أسوة حسنة في رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما قال :
(من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ دعاه الله -عز وجل-
على رُءُوس الخلائق حتى يخيِّره الله من الحور ما شاء).
- أبو داود والترمذي وابن ماجه -
أو عندما ذهب عليه الصلاة والسلام إلى الطائف ليدعو أهلها إلى الإسلام، ولكن أهلها رفضوا دعوته، وسلَّطوا عليه
صبيانهم وعبيدهم وسفهاءهم يؤذونه صلى الله عليه وسلم هو ورفيقه زيد بن حارثة، ويقذفونهما
بالحجارة حتى سال الدم من قدم النبي صلى الله عليه وسلم.
فنزل جبريل -عليه السلام- ومعه ملك الجبال، واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في هدم الجبال على
هؤلاء المشركين، لكن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عنهم، وقال لملك الجبال:
(لا بل أرجو أن يُخْرِجُ الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، ولا يشرك به شيئًا)
- متفق عليه -
وعندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة منتصرًا، جلس صلى الله عليه وسلم في المسجد،
والمشركون ينظرون إليه، وقلوبهم مرتجفة خشية أن ينتقم منهم، أو يأخذ بالثأر قصاصًا عما صنعوا به
وبأصحابه. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر قريش، ما تظنون
أني فاعل بكم؟).
قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم.. قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)
- سيرة ابن هشام -
فما أجمل العفو وما أحبه لله ورسوله ..
فالعفو كالماء يظفئ نار الخلاف والنزاع وما أروع العفو عن هفوات الناس،
وغفران أخطائهم، فهذا يعد حسنة حقيقية، فالله سبحانه كبير فى غفرانه، عظيم فى عفوه وتسامحه.
وقد وصى النبي _ صلى الله عليه وسلم _ بالعفو عن الخدم أيضا .. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :
(( جاء رجل على النبي _ صلى الله عليه وسلم _ فقال : يا رسول الله ! كيف نعفو عن الخدم ؟ فصمت !
ثم أعاد عليه الكلام فصمت ! فلما كان في الثالثة قال : اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة ))
رواه أبو داوود وصححه الألباني
قد يقول البعض منا يا إخواني وأخواتي إن هذا لا يستحق العفو ..!
فنقول لهم ..
نحن نتعامل يا إخواني وأخواتي مع الله ولا ننسى إننا نقدم أولا الخير لأنفسنا قبل أن يكون للناس ؛
ومن أكبر الأمثلة للعفو قصة سيدنا يوسف _ عليه السلام _ مع إخوته حينما عفا عنهم بقوله
(( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم )) يوسف 92
وقد قال أبو بكر : سلو الله العفو والعافية والمعافاه
فالعفو : محو الذنوب ,, والعافية : أن يعافيه الله من سقم أو بلية ,, وأما المعافاة :
فأن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك ,, أن يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ..
ويصرف أذاهم عنك ويصرف أذاك عنهم ..
يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه : بلغنا أن الله تعالى يأمر مناديا يوم القيامة فينادي :
من كان له عند الله شيء فليقم فيقوم أهل العفو , فيكافئهم الله بما كان من عفوهم عن الناس .
ومن قصص العفو عند السلف الأخيار ... ما روي أن مالك الأشتر كان ماراً في سوق الكوفة وقد ارتدى ثياباً من الخام،
فرآه شخص طائش فمال إليه يحتقر ملابسه ويرميه بالطين، فلم يلتفت إليه الأشتر ومضى في طريقه،
فقيل له هل تعرف من رميت؟ قال: لا، قيل له: هذا مالك الأشتر صاحب أمير المؤمنين عليه السلام،
فارتعد الرجل وتبع الأشتر إلى المسجد فوجده قائماً يصلي، فما فرغ من صلاته وقع الرجل على قدميه
يقبلها فقال له الأشتر: ما هذا؟ قال: أعتذر إليك مما صنعت. فقال الأشتر:
لا بأس عليكم فو الله ما دخلت المسجد إلا لأستغفر لك ))
إن في روح الإسلام يا إخواني وأخواتي من العفو والسماحة الانسانية تجاه البشرية كلها ما لا يملك
منصف من البشر ان ينكره، فهي تحث على تآلف الاجناس، واشاعة التراحم والمودة بين الناس،
والتأدب بالآداب الاسلامية، ونبذ الحقد والحسد والتباغض، ليتحقق العدل والانصاف واعطاء الحقوق
لأصحابها والمساواة بين بني البشر
فالعفو يا إخوتي مظهر من مظاهر حسن الخلق ودليل كمال الإيمان وحسن الإسلام ..
ودليل على سعة الصدر وحسن الظن كما أنه يثمر محبة الله ومحبة الناس وهو أمان من الفتن
وعاصم من الزلل ودليل على كمال النفس وشرفها وطريق نور وهداية لغير المسلمين ..
كما أنه تهيئة للمجتمع والنشئ الصالح لحياة أفضل .. والحصول على الخير الدنيوي والأخروي ؛
لأن الناس يحبون المتسامح صاحب العفو .
فالعفو يريح الضمير .. وقد أكدت بعض الوكالات العلمية أن العفـــــــو والصفح يرتبطان بانخفاض ضغط الدم
الشرياني ومستويات هرمونــات التوتر في أجسامنا،واثبتت الدراسه أن هناك ارتباطات بين العفو والتسامح
والآثار الفسيولوجية في الجسم ، حيث أن التسامح والعفـو يؤديـان الى تقليل إفراز هـرمون التوتر.....
(الكورتيزول) الذي يؤدي إلى رفـــــع ضغــط الدم .
فهاهو العلم يثبت أن التسامح والعفو أقوى من الثأر والإنتقام
فهل هناك أجمل من أن يتحول الأعداء إلى أحباب !
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
فهل جربتم إخواتي العفو والتسامح ؟؟
هل شعرتم إنه هناك مساحة في قلبكم نظيفة تسامح الجميع ؟؟؟
جربوا أن تصفحوا عن أحد أساء إليكم فالعفو عند المقدرة قوة ونبل واخلاق
وكونوا متيقنين أن التسامح عن المسيء إليك صعب وأحياناً صعب جداً
لكنه الأقوى والأسمى
ومن يسامح يوما على إساءة سيلقى المسامحة عندما يكون هو المسيء .
فالنحاول جميعاً يا إخوتي أن نسامح فالتسامح رائع وجميل ويصفي القلوب .
واصنعوا أحبتي لكم أثراً جميلاً في كل النفوس
انسوا الأحقاد والعدوات .. عيشوا حياة هانئة
إن عاداكم أحد .. فقدموا له هدية
إن لم يسلم عليكم أخ / أخت فابدئوا أنتم .. فخيركم من يبدأ بالسلام
فلنعفو أخوتي في الإسلام عن من أساء إلينا حتى نكسب محبة الناس
ويرتاح بالنا ويعظم أجرنا بإذن الله ولنكن كما قال الشاعر :
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعآ
يرمى بصخر فيلقى بأطيب الثمر
ومن الآن قولوها إخوتي .. من أعمااااااااااااق قلوبكم وليشهد الله العفو جل جلاله منكم الصدق والإخلاص وابتغاء وجهه سبحانه .
قولوها .. ولا تتأخروا .. قولوها ليحبكم الله ..
قولوا اللهم إني أشهدك أني عفوت عن كل من ظلمني وكل من لي حق عليه سواء علمته أم لم أعلمه ..
اللهم عافنا واعف عنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين ..
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
بعض الأسئلة
أعاني من أنني سريعة الغضب وإذا تخاصمت مع أحدهم ارد عليه ثم اندم بعد ذلك ؟ فماذا افعل ارجو مساعدتي ؟؟!!!
الجواب ::
لا تغضبي ولا تردي على المقابل وأنتي في تلك الحالة لا تندهشي فقد جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أوصني يا رسول الله بعمل يدخلني الجنة فأوصاه
رسول صلى الله عليه وسلم قال لا تغضب فكأن الرجل أستغلها فأعاد السؤال مرة أخرى وثانية وثالثة
ورسول الله لا يجاوب أن يقول لا تغضب . حتى قال في الأخيرة لا تغضب و لك الجنة .
لم يأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر خيالي أو خارج قدرات البشر بل أمره بما يمكنه أن يفعل فقد
قال في حادثة أخرى أنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ولذلك كان أجر من كظم غيظا وهو قادراً
على أن يوقظه أن يناديه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة فيخيره من الحور العين
فلم يضيع الله تبارك وتعالى ذلك الموقف الذي مسك فيه نفسه وكظم غيظه أجعلي الحلم يا أمل منك على بال .
وأسألي الله الحلم وعدم الغضب و تبتلي في ذلك ولن يخيب الله رجائك ونصيحة صادقة أعملي
من الآن على تغير ذلك الطبع فأني أعرف كثيرات من من أبتلاهن الله بتلك الصفة قد ضاعت عليهن حياتهن
وهن في شقاء فقط لأن ليس لديهن استعداداً للتغير شرح الله صدرك بالإيمان وربط عليه باليقين
كيف يمكن تربية النفس على السماحة؟
الجـواب ::
قلدي سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانظري كيف كان خلقه مع أحبابه واصحابه وزوجاته
وأعدائه وكيف سطر التاريخ عنه أنه لم يغضب لنفسه قط بل كان غضبه لله وكانت نفسه
عنده أهون من أن يأخذ بحقها وهو أشرف البشر - صلى الله عليه وسلم - اجعليه أمامك وتمثلي خلقه
تجدين نفسك قد تربت على السماحة سامحنا الله بعفوه ورزقنا خلقاً حسناً .
العفو والتسامح يمكن يفسرها بعض الناس ضعف فما رأيكم بهذا الكلام ؟ ؟
الجـواب ::
الشمس تغرب إذا خرج القمر أتراها أضعف أم خافت من القمر إذا كان ينظرون إلى العفو والتسامح
أنها ضعف فما لنا ولهم ليس المهم نظرتهم لكن المهم نظرة نار أنفسنا وقد أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. إن الضعف الحقيقي هو أن تستسلم لنفسك
فتدعها تحركك كيف شاءت إذا هاجت غضبت وإذا فرحت طغيت وأنت تقاد ولا تقود لكن القوة الحقيقية
هي أن توقف سيل مشاعرك في لحظة الغضب فتأمرها بالحلم وتتأنى لتتصرف التصرف الصحيح
ليس المهم ما ينظر إليه الناس فذلك أسلوب حياة متعب، إنما المهم أن نعيش وفق ما يحبه ربنا ويرضى .
الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد : أخواتي الحبيبات .....
ما أجمل الحياة حين يكون ملؤها الحب و التسامح, ما أجملها حينما يحمل الإنسان بين طيات قلبه العفو و التجاوز ..
حينها تسود الألفة, و الود في مجتمعنا الإسلامي الذي نحن في أشد الحاجة إليه ..
حينها يقابل المسلمون إساءة إخوانهم بالإحسان, حينها تذوب البغضاء و تزول الشحناء بمقابلته للإحسان
العفو ..
تلك الكلمة المكونة من ثلاثة أحرف أجرها عظيم عند الله كما أنها تظهر الصورة الجلية لتربية النفس
والسمو بها إلى أعلى خلق فاضل, أليست هي صفة من صفات الله تعال: ((و إن الله لعفو غفور((
فقد أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله _ صلى الله عليه وسلم _ وهو خطاب لأمته فقال :
(( خذ العفو وأمر وأعرض عن الجاهلين )) سورة الأعراف 199
والعرف معروف وهو ضد المنكر ..
تعريف العفو : قال الكفوي : كف الضرر مع القدرة عليه وكل من استحق عقوبة فتركها فهذا الترك عفو ,,
وهذا النص اشتمل على توجيه من الله لرسوله _ صلى الله عليه وسلم _ولكل مؤمن للتحلي بثلاث ظواهر من السلوك الخلقي الحميد وهي :
أولا : أخذ العفو عن إساءة المسيء .
ثانيا : أمر المسيء بالعرف إن كان ممن يستجيب .
ثالثا : الإعراض عن المسيء إذا كان من الجاهلين الذين لا يستجيبون للأمر بالمعروف .
فالمرء منا يا إخوتي في هذه الحياة تتجاذبه امور شتى ويرى منها العجب العجاب يرى ما يفرحه ويرى ما يحزنه،
يرى ما هو حق ويرى ما هو باطل وهو انما وجد في هذه الحياة لاعمار الارض وزراعة الخير فيها،
فالارض ارض الله ونحن خلفاء فيها مطالبون بأن نعمرها بطاعته وشكره والاحسان الى خلقه.
وإن من شأن الانسان ان يسعى في اصلاح نفسه اولاً واصلاح غيره ثانياً حسب الامكان
وقدر الاستطاعة بالرفق واللين بالتي هي احسن.
ولذا فإن الواحد منا ربما وجد جفوة من صديق له او حدة في القول من جاره أو من عابر سبيل فعليه
أن يروض نفسه على خلق العفو والتسامح، ذلك الخلق العظيم الذي ندب اليه ديننا الحنيف،
أوصى به الله عز وجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}
وامتدح الله الجنة واخبر انه اعدها لأناس من اعظم صفاتهم كظم الغيظ والعفو عن الناس
{والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس}.
والمرء مهما حاول الاعتدال في تعامله فلن يسلم من منغص او مكدر لصفو حياته ولو سلم من ذلك احد
لسلم من اصدق الناس واعدلهم واكثرهم حلماً وعطفاً وشفقة محمد صلى الله عليه وسلم
فعن انس - رضي الله عنه - قال: «كنت امشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه
برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه اعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة، فنظرت الى صفحة
عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد اثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال:
يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت اليه فضحك، ثم امر له بعطاء» رواه البخاري ومسلم
فانظروا ::أخواتي إلى هذا الخلق منه صلى الله عليه وسلم وكيف قابل جفوة هذا الرجل رغم أن تعديه
عليه لم يقتصر على القول بل سبقه بفعل، لا وأي فعل!! غلظة وشدة بأن أثرها على جسده
_ صلى الله عليه وسلم_ ثم شدد الرجل في خطابه وخاطبه مخاطبة شخص عادي جداً بقوله:
يا محمد مغفلاً الأدب مع الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم وكان ينبغي أن يقول: يا رسول الله أو عبارة نحوها،
ومع ذلك قبل صلى الله عليه وسلم تصرفه بصدر رحب وتعامل معه وفق حاله متمثلاً قوله تعالى
{خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} فأين نحن من هذا الخلق.?!!
وهلا اقتدينا بهذا الهدي العظيم منه صلى الله عليه وسلم واستفدنا من هذه المدرسة النبوية التي عبقت
بمكارم الاخلاق وصدق الله العظيم } وإنك لعلى خلق عظيم{
****************************************************
فيا أخواتي .. ألا تحبون أن يعفو الله عنكم ؟؟ إلا تحبون أن يعزكم الله ؟؟
أتحبون أن يتجاوز الله عنكم ؟؟؟!!
انه سبحانه عفو يحب أهل العفو .. فإن عفوتم عن الناس أحبكم الله سبحانه وتعالى كما قال سبحانه وتعالى ..
(( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال .. قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _
(( ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا , وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله )) رواه مسلم
وعن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ أيضا عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قال :
(( كان تاجر يداين الناس فإذا رأى معسرا قال لفتيانه : تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه ))
رواه البخاري ومسلم
فالتسامح و العفو يا إخواني وأخواتي هي من أنبل الصفات على وجه الأرض
فما أحوجنا لها في هذه الأيام
كثيراً مانرى المشاكل تشتعل بين المسلمين وكثيراً مانرى خصاما وأحياناً قد يكون فراقاً بين صديقين
أو أخ وأخيه فأين هو التسامح الذي أوصانا به ربنا الكريم في كتابه :
((وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))
-النور22-
وقوله تعالى
((وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ))
-فصلت34-
ولتكن لنا أسوة حسنة في رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما قال :
(من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ دعاه الله -عز وجل-
على رُءُوس الخلائق حتى يخيِّره الله من الحور ما شاء).
- أبو داود والترمذي وابن ماجه -
أو عندما ذهب عليه الصلاة والسلام إلى الطائف ليدعو أهلها إلى الإسلام، ولكن أهلها رفضوا دعوته، وسلَّطوا عليه
صبيانهم وعبيدهم وسفهاءهم يؤذونه صلى الله عليه وسلم هو ورفيقه زيد بن حارثة، ويقذفونهما
بالحجارة حتى سال الدم من قدم النبي صلى الله عليه وسلم.
فنزل جبريل -عليه السلام- ومعه ملك الجبال، واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في هدم الجبال على
هؤلاء المشركين، لكن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عنهم، وقال لملك الجبال:
(لا بل أرجو أن يُخْرِجُ الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، ولا يشرك به شيئًا)
- متفق عليه -
وعندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة منتصرًا، جلس صلى الله عليه وسلم في المسجد،
والمشركون ينظرون إليه، وقلوبهم مرتجفة خشية أن ينتقم منهم، أو يأخذ بالثأر قصاصًا عما صنعوا به
وبأصحابه. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر قريش، ما تظنون
أني فاعل بكم؟).
قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم.. قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)
- سيرة ابن هشام -
فما أجمل العفو وما أحبه لله ورسوله ..
فالعفو كالماء يظفئ نار الخلاف والنزاع وما أروع العفو عن هفوات الناس،
وغفران أخطائهم، فهذا يعد حسنة حقيقية، فالله سبحانه كبير فى غفرانه، عظيم فى عفوه وتسامحه.
وقد وصى النبي _ صلى الله عليه وسلم _ بالعفو عن الخدم أيضا .. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :
(( جاء رجل على النبي _ صلى الله عليه وسلم _ فقال : يا رسول الله ! كيف نعفو عن الخدم ؟ فصمت !
ثم أعاد عليه الكلام فصمت ! فلما كان في الثالثة قال : اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة ))
رواه أبو داوود وصححه الألباني
قد يقول البعض منا يا إخواني وأخواتي إن هذا لا يستحق العفو ..!
فنقول لهم ..
نحن نتعامل يا إخواني وأخواتي مع الله ولا ننسى إننا نقدم أولا الخير لأنفسنا قبل أن يكون للناس ؛
ومن أكبر الأمثلة للعفو قصة سيدنا يوسف _ عليه السلام _ مع إخوته حينما عفا عنهم بقوله
(( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم )) يوسف 92
وقد قال أبو بكر : سلو الله العفو والعافية والمعافاه
فالعفو : محو الذنوب ,, والعافية : أن يعافيه الله من سقم أو بلية ,, وأما المعافاة :
فأن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك ,, أن يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ..
ويصرف أذاهم عنك ويصرف أذاك عنهم ..
يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه : بلغنا أن الله تعالى يأمر مناديا يوم القيامة فينادي :
من كان له عند الله شيء فليقم فيقوم أهل العفو , فيكافئهم الله بما كان من عفوهم عن الناس .
ومن قصص العفو عند السلف الأخيار ... ما روي أن مالك الأشتر كان ماراً في سوق الكوفة وقد ارتدى ثياباً من الخام،
فرآه شخص طائش فمال إليه يحتقر ملابسه ويرميه بالطين، فلم يلتفت إليه الأشتر ومضى في طريقه،
فقيل له هل تعرف من رميت؟ قال: لا، قيل له: هذا مالك الأشتر صاحب أمير المؤمنين عليه السلام،
فارتعد الرجل وتبع الأشتر إلى المسجد فوجده قائماً يصلي، فما فرغ من صلاته وقع الرجل على قدميه
يقبلها فقال له الأشتر: ما هذا؟ قال: أعتذر إليك مما صنعت. فقال الأشتر:
لا بأس عليكم فو الله ما دخلت المسجد إلا لأستغفر لك ))
إن في روح الإسلام يا إخواني وأخواتي من العفو والسماحة الانسانية تجاه البشرية كلها ما لا يملك
منصف من البشر ان ينكره، فهي تحث على تآلف الاجناس، واشاعة التراحم والمودة بين الناس،
والتأدب بالآداب الاسلامية، ونبذ الحقد والحسد والتباغض، ليتحقق العدل والانصاف واعطاء الحقوق
لأصحابها والمساواة بين بني البشر
فالعفو يا إخوتي مظهر من مظاهر حسن الخلق ودليل كمال الإيمان وحسن الإسلام ..
ودليل على سعة الصدر وحسن الظن كما أنه يثمر محبة الله ومحبة الناس وهو أمان من الفتن
وعاصم من الزلل ودليل على كمال النفس وشرفها وطريق نور وهداية لغير المسلمين ..
كما أنه تهيئة للمجتمع والنشئ الصالح لحياة أفضل .. والحصول على الخير الدنيوي والأخروي ؛
لأن الناس يحبون المتسامح صاحب العفو .
فالعفو يريح الضمير .. وقد أكدت بعض الوكالات العلمية أن العفـــــــو والصفح يرتبطان بانخفاض ضغط الدم
الشرياني ومستويات هرمونــات التوتر في أجسامنا،واثبتت الدراسه أن هناك ارتباطات بين العفو والتسامح
والآثار الفسيولوجية في الجسم ، حيث أن التسامح والعفـو يؤديـان الى تقليل إفراز هـرمون التوتر.....
(الكورتيزول) الذي يؤدي إلى رفـــــع ضغــط الدم .
فهاهو العلم يثبت أن التسامح والعفو أقوى من الثأر والإنتقام
فهل هناك أجمل من أن يتحول الأعداء إلى أحباب !
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
فهل جربتم إخواتي العفو والتسامح ؟؟
هل شعرتم إنه هناك مساحة في قلبكم نظيفة تسامح الجميع ؟؟؟
جربوا أن تصفحوا عن أحد أساء إليكم فالعفو عند المقدرة قوة ونبل واخلاق
وكونوا متيقنين أن التسامح عن المسيء إليك صعب وأحياناً صعب جداً
لكنه الأقوى والأسمى
ومن يسامح يوما على إساءة سيلقى المسامحة عندما يكون هو المسيء .
فالنحاول جميعاً يا إخوتي أن نسامح فالتسامح رائع وجميل ويصفي القلوب .
واصنعوا أحبتي لكم أثراً جميلاً في كل النفوس
انسوا الأحقاد والعدوات .. عيشوا حياة هانئة
إن عاداكم أحد .. فقدموا له هدية
إن لم يسلم عليكم أخ / أخت فابدئوا أنتم .. فخيركم من يبدأ بالسلام
فلنعفو أخوتي في الإسلام عن من أساء إلينا حتى نكسب محبة الناس
ويرتاح بالنا ويعظم أجرنا بإذن الله ولنكن كما قال الشاعر :
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعآ
يرمى بصخر فيلقى بأطيب الثمر
ومن الآن قولوها إخوتي .. من أعمااااااااااااق قلوبكم وليشهد الله العفو جل جلاله منكم الصدق والإخلاص وابتغاء وجهه سبحانه .
قولوها .. ولا تتأخروا .. قولوها ليحبكم الله ..
قولوا اللهم إني أشهدك أني عفوت عن كل من ظلمني وكل من لي حق عليه سواء علمته أم لم أعلمه ..
اللهم عافنا واعف عنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين ..
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
بعض الأسئلة
أعاني من أنني سريعة الغضب وإذا تخاصمت مع أحدهم ارد عليه ثم اندم بعد ذلك ؟ فماذا افعل ارجو مساعدتي ؟؟!!!
الجواب ::
لا تغضبي ولا تردي على المقابل وأنتي في تلك الحالة لا تندهشي فقد جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أوصني يا رسول الله بعمل يدخلني الجنة فأوصاه
رسول صلى الله عليه وسلم قال لا تغضب فكأن الرجل أستغلها فأعاد السؤال مرة أخرى وثانية وثالثة
ورسول الله لا يجاوب أن يقول لا تغضب . حتى قال في الأخيرة لا تغضب و لك الجنة .
لم يأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر خيالي أو خارج قدرات البشر بل أمره بما يمكنه أن يفعل فقد
قال في حادثة أخرى أنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ولذلك كان أجر من كظم غيظا وهو قادراً[/size:08f