السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
إن «الحرّاقة» (بتشديد الراء ونطق القاف جيما مصرية) مصطلح شاع استعماله في الجزائر والمغرب الأقصى خصوصا. وهي كلمة مشتقة من "الحرق"، واصطلاحا تعني أولئك الذين يقطعون البحر الأبيض المتوسط متجهين إلى الجنوب الأوروبي في «قوارب الموت»، وقيل ان سبب التسمية يعود إلى أن «الحراق» عندما يقرر السفر عبر قارب الموت إنما يحرق وثائقه التي تربطه ببلده الأصلي بل يحرق ماضيه كله رغبة في واقع جديد، إن حدثت المعجزة وكتب له عمر جديد. فـ «الحراقة» في العامية المغاربية تعني جمع كلمة «حراق»، وتطلق على طائفة ظهرت إلى الوجود في نهاية ثمانينات القرن العشرين، عندما اشتدت الأزمة الاقتصادية في الجزائر وفرضت السلطات الأوروبية «الفيزا» على الراغبين في الهجرة بإجراءات شبه مستحيلة، جعلت الكثير من الراغبين في الهجرة يبتكرون تلك الطريقة التي سميت «الحرقة» ومنها «الحراق» و«الحراقة».
«أمنح جسدي لأسماك البحر ولا أتركه لدود القبر» شعار حزين لشبان جزائريين كثر، يتمنون عبور البحر صوب الشاطئ الأوروبي حتى ولو كانت مغامرتهم محفوفة بخطر الموت. فالحلم بالانتقال إلى الضفة الأخرى، الذي اشتعلت جذوته في ثمانينات القرن الماضي، تشكلت حوله مجموعة من الأغنيات والأناشيد والتعابير الكلامية، بحيث اصبحت موروثاً جماعياً، يستحق ان يرصد ويفهم. انهم انتحاريون من نوع آخر، الحزن يجمعهم، ولكن الطرافة ايضا...
يقول الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - :
تَغرَّب عن الأوطان في طلب العُلى وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرُّجُ همٍّ واكتساب معيشـــــــــــة وعلم وآداب وصحبة ماجـــــــــــد
فإن قيل في الأسفار ذُلٌ ومحنـــةٌ وقطع الفيافي وارتكاب الشدائـــد
فموت الفتى خير له من قيامـــــه بدارِ هوان بين واشٍ وحاســــــدٍ
ففي "الحرقة" ذُلٌ ومحنة وأيضا ارتكاب الشدائد
إذن لاداعي للتفكير في الضفة الأخرى ولا تظن أنهم سيستقبلونك بالورود ويقيموا لك حفلا ..... والكارثة الكبيرة ان جامعيين ومتحصلي الشهادات العليا أيضا يقومون بالهجرة غير الشرعية فما بالك البطال .
والله يقول في كتابه الحكيم بعد بسم الله الرحمان الرحيم "...ولا تؤدوا بأنفسكم الى التهلكة ..." صدق الله العظيم
أرجو من الله ان يتغمد الذين توفوا في مياه البحر برحمته الواسعة ويلهم اهلهم الصبر والسلوان.
"ان لله وان اليه راجعون"
urbaniste_gtu
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إن «الحرّاقة» (بتشديد الراء ونطق القاف جيما مصرية) مصطلح شاع استعماله في الجزائر والمغرب الأقصى خصوصا. وهي كلمة مشتقة من "الحرق"، واصطلاحا تعني أولئك الذين يقطعون البحر الأبيض المتوسط متجهين إلى الجنوب الأوروبي في «قوارب الموت»، وقيل ان سبب التسمية يعود إلى أن «الحراق» عندما يقرر السفر عبر قارب الموت إنما يحرق وثائقه التي تربطه ببلده الأصلي بل يحرق ماضيه كله رغبة في واقع جديد، إن حدثت المعجزة وكتب له عمر جديد. فـ «الحراقة» في العامية المغاربية تعني جمع كلمة «حراق»، وتطلق على طائفة ظهرت إلى الوجود في نهاية ثمانينات القرن العشرين، عندما اشتدت الأزمة الاقتصادية في الجزائر وفرضت السلطات الأوروبية «الفيزا» على الراغبين في الهجرة بإجراءات شبه مستحيلة، جعلت الكثير من الراغبين في الهجرة يبتكرون تلك الطريقة التي سميت «الحرقة» ومنها «الحراق» و«الحراقة».
«أمنح جسدي لأسماك البحر ولا أتركه لدود القبر» شعار حزين لشبان جزائريين كثر، يتمنون عبور البحر صوب الشاطئ الأوروبي حتى ولو كانت مغامرتهم محفوفة بخطر الموت. فالحلم بالانتقال إلى الضفة الأخرى، الذي اشتعلت جذوته في ثمانينات القرن الماضي، تشكلت حوله مجموعة من الأغنيات والأناشيد والتعابير الكلامية، بحيث اصبحت موروثاً جماعياً، يستحق ان يرصد ويفهم. انهم انتحاريون من نوع آخر، الحزن يجمعهم، ولكن الطرافة ايضا...
يقول الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - :
تَغرَّب عن الأوطان في طلب العُلى وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرُّجُ همٍّ واكتساب معيشـــــــــــة وعلم وآداب وصحبة ماجـــــــــــد
فإن قيل في الأسفار ذُلٌ ومحنـــةٌ وقطع الفيافي وارتكاب الشدائـــد
فموت الفتى خير له من قيامـــــه بدارِ هوان بين واشٍ وحاســــــدٍ
ففي "الحرقة" ذُلٌ ومحنة وأيضا ارتكاب الشدائد
إذن لاداعي للتفكير في الضفة الأخرى ولا تظن أنهم سيستقبلونك بالورود ويقيموا لك حفلا ..... والكارثة الكبيرة ان جامعيين ومتحصلي الشهادات العليا أيضا يقومون بالهجرة غير الشرعية فما بالك البطال .
والله يقول في كتابه الحكيم بعد بسم الله الرحمان الرحيم "...ولا تؤدوا بأنفسكم الى التهلكة ..." صدق الله العظيم
أرجو من الله ان يتغمد الذين توفوا في مياه البحر برحمته الواسعة ويلهم اهلهم الصبر والسلوان.
"ان لله وان اليه راجعون"
urbaniste_gtu
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]