ظلمة دامسة و صمت مطبق عاشتها فتاة طوال حياتها!
كانت هيلين كيلير فتاة عادية صحيحة الجسم إلى أن بلغت 18 شهرا من العمر ثم أصابتها حمى شديدة و اكتشف والداها أنها فقدت بصرها و سمعها بعد مرضها. منذ ذلك السن الصغير أضحى عالم الطفلة هيلين مقصورا على فراغ و فضاء من الظلام و الصمت الرهيب! اخذ جسد الطفلة ينمو ويكبر و أخذ غضبها و عدم فهمها لوضعها ينمو معها! فكرها يعمل و لكنها لا تستطيع أن تتواصل مع الآخرين بأي وسيلة و كنتيجة لذلك كبرت هيلين كطفلة متوحشة خارجة عن السيطرة, عديمة التهذيب و عديمة القدرة على التفاهم مع أحد! عالم معتم مبهم عاشت فيه لوحدها!
كان والداها يشعران بالأسى نحوها و بعد تفكير طويل و مراسلات عديدة مع مدارس مختلفة للعمي و الصم و البكم, استطاعا أن يحضرا لهيلين معلمة للحالات الخاصة. المعلمة الرائعة آن سوليفان ظلت لفترة من حياتها تعاني من العمى إلى أن أجرت عدة عمليات و تماثلت للشفاء تماما, إلا أن هيلين كانت تحديا كبيرا في حياتها, أكبر من عدم قدرتها على الرؤية!
أول لقاء بين هيلين المتوحشة و معلمتها آن نتج عنه معركة كسرت اثنين من أسنان المعلمة و تحطيم لعبة جميلة أحضرتها من أجل هيلين. و تتالت المعارك بين هيلين و آن و توالت صدمات المعلمة في وضع الطفلة البويهمية التي لا تعرف كيف تأكل و لا تسمح لأحد بأن ينظفها أو يرتبها!
بعد عدة معارك قررت المعلمة أن تضع حدا لهيلين فما كان منها إلا أن ضربتها ضربة خفيفة على يدها عندما كانت تعبث بطعامها! و تتالت الدروس بعد ذلك! أخذت المعلمة هيلين إلى ملحق في البيت لتركز على تربيتها و تعليمها...كانت ترى أن الفتاة ذكية و كانت تريد أن تخرج أفضل ما لدى هيلين الطفلة الذكية التي لم يعرف أحد كوامن نفسها و قدراتها! بعد أيام قليلة من التدريب و الصبر و طبعا المعارك, استطاعت هيلين أن تثبت صدق تكهنات معلمتها عن ذكائها...أصبحت هيلين قادرة على الأكل من طبقها بالشوكة و السكين و أصبحت أيضا تعرف بعض أشغال الإبرة البسيطة! بمجرد أن رأت المعلمة أن هيلين باتت تحسن التصرف, بدأت تعلمها التواصل مع الغير. كانت آن تعطي هيلين كتابا مثلا و تكتب على يدها بإصبعها ( ك ت ا ب) و هكذا مع كل الأشياء التي حولها و ما هي إلا أيام قلائل حتى فاجأت هيلين معلمتها و أخذت يدها و كتبت عليها (م ا ء) إشارة إلى أنها تريد ماءً ....فرحت المعلمة و أعطتها الماء فأشارت للمزيد...لغة تواصل جديدة ناجحة اكتشفتها الطالبة الذكية مع معلمتها المبدعة! منذ ذلك اليوم لم يستطع شيء في الكون أن يوقف هيلين عن أن تتعلم...و بتلك الطريقة البدائية للتواصل كانت تسأل عن كل شيء حولها بنهم شديد و ما هي إلى أسابيع حتى التحقت هيلين بمدرسة خاصة و بدأت تتعلم الكتابة على طريقة بريل على الآلة الكاتبة الخاصة! ومضت الأيام و السنين و التحقت هيلين بالجامعة ثم تخرجت و كتبت قصة حياتها التي ترجمت إلى عدة لغات. و لم يكن هذا كتابها الوحيد , بل كان الأول من بين سلسلة كتب أخرى عديدة ألفتها!
قدرة هيلين على العطاء لم تتوقف عند هذا الحد, فقد بدأت تجوب العالم مع معلمتها لتعلم من هم في مثل حالتها ....لتعطي لهم الأمل.... لتضيء شمعة حب و حنان و إبداع في حياتهم المظلمة ...
بدأت هيلين حياتها في ضياع صامت مظلم و قيض الله لها النور على يد معلمتها الرائعة آن فلم تكتف بالتعلم لوحدها , بل أخذت الشعلة من معلمتها و واصلت نشر ضياءها في حياة كل من كان قدرهم أن يعيشوا في الظلام!
ترى ماذا فعلنا نحن بكل ما أنعم الله به علينا؟ قصة هيلين كيلير و آن سوليفان هي قصة امرأتان متميزتان بمعنى الكلمة و فيها الكثير من العبر و تثير فيضا من التساؤلات, و لا أدري هل أعجب من الطفلة المتوحشة التي أصبحت كاتبة لامعة أم أعجب من المعلمة الصبورة التي صنعت الإنسانة المتألقة!
كانت هيلين كيلير فتاة عادية صحيحة الجسم إلى أن بلغت 18 شهرا من العمر ثم أصابتها حمى شديدة و اكتشف والداها أنها فقدت بصرها و سمعها بعد مرضها. منذ ذلك السن الصغير أضحى عالم الطفلة هيلين مقصورا على فراغ و فضاء من الظلام و الصمت الرهيب! اخذ جسد الطفلة ينمو ويكبر و أخذ غضبها و عدم فهمها لوضعها ينمو معها! فكرها يعمل و لكنها لا تستطيع أن تتواصل مع الآخرين بأي وسيلة و كنتيجة لذلك كبرت هيلين كطفلة متوحشة خارجة عن السيطرة, عديمة التهذيب و عديمة القدرة على التفاهم مع أحد! عالم معتم مبهم عاشت فيه لوحدها!
كان والداها يشعران بالأسى نحوها و بعد تفكير طويل و مراسلات عديدة مع مدارس مختلفة للعمي و الصم و البكم, استطاعا أن يحضرا لهيلين معلمة للحالات الخاصة. المعلمة الرائعة آن سوليفان ظلت لفترة من حياتها تعاني من العمى إلى أن أجرت عدة عمليات و تماثلت للشفاء تماما, إلا أن هيلين كانت تحديا كبيرا في حياتها, أكبر من عدم قدرتها على الرؤية!
أول لقاء بين هيلين المتوحشة و معلمتها آن نتج عنه معركة كسرت اثنين من أسنان المعلمة و تحطيم لعبة جميلة أحضرتها من أجل هيلين. و تتالت المعارك بين هيلين و آن و توالت صدمات المعلمة في وضع الطفلة البويهمية التي لا تعرف كيف تأكل و لا تسمح لأحد بأن ينظفها أو يرتبها!
بعد عدة معارك قررت المعلمة أن تضع حدا لهيلين فما كان منها إلا أن ضربتها ضربة خفيفة على يدها عندما كانت تعبث بطعامها! و تتالت الدروس بعد ذلك! أخذت المعلمة هيلين إلى ملحق في البيت لتركز على تربيتها و تعليمها...كانت ترى أن الفتاة ذكية و كانت تريد أن تخرج أفضل ما لدى هيلين الطفلة الذكية التي لم يعرف أحد كوامن نفسها و قدراتها! بعد أيام قليلة من التدريب و الصبر و طبعا المعارك, استطاعت هيلين أن تثبت صدق تكهنات معلمتها عن ذكائها...أصبحت هيلين قادرة على الأكل من طبقها بالشوكة و السكين و أصبحت أيضا تعرف بعض أشغال الإبرة البسيطة! بمجرد أن رأت المعلمة أن هيلين باتت تحسن التصرف, بدأت تعلمها التواصل مع الغير. كانت آن تعطي هيلين كتابا مثلا و تكتب على يدها بإصبعها ( ك ت ا ب) و هكذا مع كل الأشياء التي حولها و ما هي إلا أيام قلائل حتى فاجأت هيلين معلمتها و أخذت يدها و كتبت عليها (م ا ء) إشارة إلى أنها تريد ماءً ....فرحت المعلمة و أعطتها الماء فأشارت للمزيد...لغة تواصل جديدة ناجحة اكتشفتها الطالبة الذكية مع معلمتها المبدعة! منذ ذلك اليوم لم يستطع شيء في الكون أن يوقف هيلين عن أن تتعلم...و بتلك الطريقة البدائية للتواصل كانت تسأل عن كل شيء حولها بنهم شديد و ما هي إلى أسابيع حتى التحقت هيلين بمدرسة خاصة و بدأت تتعلم الكتابة على طريقة بريل على الآلة الكاتبة الخاصة! ومضت الأيام و السنين و التحقت هيلين بالجامعة ثم تخرجت و كتبت قصة حياتها التي ترجمت إلى عدة لغات. و لم يكن هذا كتابها الوحيد , بل كان الأول من بين سلسلة كتب أخرى عديدة ألفتها!
قدرة هيلين على العطاء لم تتوقف عند هذا الحد, فقد بدأت تجوب العالم مع معلمتها لتعلم من هم في مثل حالتها ....لتعطي لهم الأمل.... لتضيء شمعة حب و حنان و إبداع في حياتهم المظلمة ...
بدأت هيلين حياتها في ضياع صامت مظلم و قيض الله لها النور على يد معلمتها الرائعة آن فلم تكتف بالتعلم لوحدها , بل أخذت الشعلة من معلمتها و واصلت نشر ضياءها في حياة كل من كان قدرهم أن يعيشوا في الظلام!
ترى ماذا فعلنا نحن بكل ما أنعم الله به علينا؟ قصة هيلين كيلير و آن سوليفان هي قصة امرأتان متميزتان بمعنى الكلمة و فيها الكثير من العبر و تثير فيضا من التساؤلات, و لا أدري هل أعجب من الطفلة المتوحشة التي أصبحت كاتبة لامعة أم أعجب من المعلمة الصبورة التي صنعت الإنسانة المتألقة!